أكبر 10 دول منتجة للخيار في العالم
يُعد الخيار أحد أكثر الخضروات استهلاكًا في العالم، نظرًا لفوائده الصحية المتعددة، واستخداماته المتنوعة سواء في الطهي أو صناعة التجميل، أو حتى في تحضير العصائر والمخللات. ينتمي الخيار إلى العائلة القرعية (Cucurbitaceae)، ويتميز بمحتواه العالي من الماء والفيتامينات والمعادن، مما يجعله محصولًا اقتصاديًا واستراتيجيًا في العديد من الدول. ويُزرع الخيار تحت ظروف مناخية متنوعة، سواء في الحقول المفتوحة أو في البيوت المحمية، ويُنتج في مختلف قارات العالم بكميات ضخمة سنويًا.
في هذا المقال، يتم تسليط الضوء على أكثر 10 دول إنتاجًا للخيار في العالم، بناءً على أحدث الإحصائيات الدولية التي توضح حجم الإنتاج السنوي، والعوامل التي ساهمت في تصدر هذه الدول، فضلًا عن دور التكنولوجيا الزراعية الحديثة في دعم هذا القطاع.
الإنتاج العالمي للخيار: نظرة عامة
بحسب بيانات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO)، فإن الإنتاج العالمي للخيار يشهد نموًا مستمرًا، مدفوعًا بزيادة الطلب العالمي على الخضروات الطازجة، والتوسع في استخدام البيوت المحمية. ويُقدّر الإنتاج السنوي العالمي من الخيار بما يتجاوز 90 مليون طن متري، تساهم فيه بعض الدول بحصص ضخمة تفوق عشرات الملايين من الأطنان.
فيما يلي جدول يوضح ترتيب أكبر 10 دول منتجة للخيار في العالم وفقًا لتقديرات إنتاج سنة 2023:
| الترتيب | الدولة | حجم الإنتاج (بالطن المتري) | النسبة من الإنتاج العالمي |
|---|---|---|---|
| 1 | الصين | 70,000,000+ | أكثر من 75% |
| 2 | تركيا | 2,100,000 | 2.3% |
| 3 | إيران | 1,800,000 | 2% |
| 4 | روسيا | 1,500,000 | 1.6% |
| 5 | أوكرانيا | 1,300,000 | 1.4% |
| 6 | الولايات المتحدة | 950,000 | 1% |
| 7 | إسبانيا | 800,000 | 0.9% |
| 8 | المكسيك | 700,000 | 0.8% |
| 9 | اليابان | 600,000 | 0.7% |
| 10 | مصر | 550,000 | 0.6% |
الصين: العملاق المسيطر على إنتاج الخيار
تحتل الصين المرتبة الأولى عالميًا في إنتاج الخيار بفارق شاسع عن باقي الدول، حيث تنتج ما يزيد عن 70 مليون طن سنويًا. وتُعزى هذه الأرقام الضخمة إلى عدة عوامل رئيسية:
-
المساحات الزراعية الشاسعة المخصصة لزراعة الخيار، سواء في البيوت المحمية أو الحقول المكشوفة.
-
الاستثمارات في التكنولوجيا الزراعية مثل الري بالتنقيط، والأنظمة الذكية للتحكم في درجة الحرارة والرطوبة.
-
السياسات الزراعية الحكومية التي تشجع على الاكتفاء الذاتي وتصدير الفائض.
-
التقاليد الغذائية التي تعتمد بكثافة على الخيار في المطبخ الصيني.
وقد أصبحت الصين المصدر الرئيسي للخيار في السوق الآسيوي والعالمي، وتتميز بصادراتها إلى عدة دول مثل كوريا الجنوبية، وروسيا، واليابان، وغيرها.
تركيا: الريادة الأوروبية في إنتاج الخيار
تأتي تركيا في المرتبة الثانية عالميًا، وتتصدر القارة الأوروبية من حيث حجم إنتاج الخيار. ويبلغ إنتاجها السنوي حوالي 2.1 مليون طن، وهي كميات ضخمة تعكس تنوع بيئات الزراعة في تركيا.
تركيا تعتمد على مزيج من الزراعة المكشوفة والمحمية، وتُعتبر مناطق أنطاليا وإزمير وأضنة من أكثر المناطق إنتاجًا للخيار. كما أن موقع تركيا الجغرافي المميز بين آسيا وأوروبا يجعلها مركزًا مهمًا لتصدير الخيار إلى الأسواق الأوروبية والعربية على حد سواء.
إيران: زراعة الخيار في البيئات الصحراوية
تمكنت إيران من حجز موقعها ضمن المراتب الأولى عالميًا بإنتاجها السنوي الذي يناهز 1.8 مليون طن من الخيار. ويُعد الخيار من المحاصيل الاستراتيجية في الزراعة الإيرانية، ويزرع في معظم المحافظات الزراعية في البلاد.
يتميّز الخيار الإيراني بجودته العالية، ويُصدر إلى أسواق الدول الخليجية وأفغانستان وباكستان. وتلعب البيوت البلاستيكية دورًا كبيرًا في تأمين الزراعة المستمرة على مدار العام، خاصة في المناطق ذات المناخ الصحراوي القاسي.
روسيا: الخيار بين الاستهلاك المحلي والاكتفاء الذاتي
تنتج روسيا أكثر من 1.5 مليون طن من الخيار سنويًا، ويُعد الخيار من أكثر الخضروات استهلاكًا في النظام الغذائي الروسي. وقد شهد إنتاج الخيار تطورًا ملحوظًا بعد فرض العقوبات الغربية عام 2014، مما شجّع الحكومة الروسية على تعزيز الاكتفاء الذاتي في المنتجات الزراعية، وخصوصًا الخضروات.
تستخدم روسيا تقنيات حديثة في الزراعة داخل البيوت المحمية على نطاق واسع، خاصة في المناطق الشمالية التي لا تسمح بزراعة الحقول المفتوحة معظم فترات السنة.
أوكرانيا: قطاع زراعي واعد رغم التحديات
برغم الظروف الصعبة التي تمر بها أوكرانيا، إلا أن البلاد ما تزال تحتفظ بمكانة متقدمة في إنتاج الخيار، حيث تنتج حوالي 1.3 مليون طن سنويًا. وتُعد الزراعة من أعمدة الاقتصاد الأوكراني، ويأتي الخيار ضمن الخضروات الأكثر زراعة إلى جانب الطماطم والبطاطس.
يتم تصدير الخيار الأوكراني إلى دول أوروبا الشرقية بشكل رئيسي، ويتميز بإنتاج عالي الجودة رغم انخفاض مستوى التقنيات المستخدمة مقارنةً بالدول المتقدمة.
الولايات المتحدة الأمريكية: إنتاج متنوع وأسواق استهلاكية ضخمة
تنتج الولايات المتحدة ما يقارب مليون طن من الخيار سنويًا، وتُزرع هذه الكميات في ولايات مثل كاليفورنيا وفلوريدا وجورجيا. وينقسم الإنتاج بين الخيار الطازج وخيار المخلل، إذ يُعد خيار المخلل من المنتجات الأكثر شعبية في السوق الأمريكي.
وتُعتبر الزراعة الدقيقة والتقنيات الذكية من السمات الأساسية التي تميّز الزراعة الأمريكية، مما يساهم في رفع الإنتاجية وجودة المحصول.
إسبانيا: المصدر الرئيسي لأوروبا
تنتج إسبانيا نحو 800 ألف طن من الخيار سنويًا، وتُعد المصدر الرئيسي لدول أوروبا الغربية، خصوصًا ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة. وتُزرع معظم كميات الخيار في المناطق الجنوبية مثل الأندلس، باستخدام الزراعة المحمية.
ويوفر المناخ المعتدل نسبيًا في إسبانيا ظروفًا مثالية لنمو الخيار، مما يتيح توفره في الأسواق الأوروبية معظم أشهر السنة.
المكسيك: الإنتاج لأجل التصدير إلى أمريكا الشمالية
تنتج المكسيك أكثر من 700 ألف طن من الخيار، وتُخصص نسبة كبيرة من هذا الإنتاج للتصدير إلى الولايات المتحدة وكندا، نظرًا لقرب الموقع الجغرافي والاتفاقيات التجارية مثل “نافتا”.
يعتمد المزارعون المكسيكيون على طرق الزراعة الحديثة، وتُعد ولايات سينالوا وخاليسكو من أكثر المناطق إنتاجًا للخيار في البلاد.
اليابان: زراعة دقيقة لتلبية طلب استهلاكي خاص
تُنتج اليابان حوالي 600 ألف طن من الخيار، ويتميز هذا الإنتاج بتركيزه على الجودة والتنوع في الأصناف، بما يتناسب مع الذوق الياباني الدقيق. وتنتشر زراعة الخيار في اليابان بشكل مكثف داخل البيوت الزجاجية، حيث يتم التحكم بكل تفاصيل البيئة الزراعية.
ويمثل الخيار جزءًا مهمًا من النظام الغذائي في اليابان، ويُستخدم بكثرة في السلطات، والسوشي، والمخللات اليابانية التقليدية.
مصر: ريادة عربية في إنتاج الخيار
تأتي مصر ضمن قائمة أكبر 10 دول منتجة للخيار عالميًا، بإنتاج يقدّر بنحو 550 ألف طن سنويًا. وتتمركز زراعة الخيار في دلتا النيل، وصعيد مصر، ومناطق الصوب الزراعية الحديثة في وادي النطرون والواحات.
وقد ساهمت مبادرات الدولة في دعم التوسع في الزراعة المحمية في رفع حجم الإنتاج وجودة المحصول، مما جعل الخيار المصري يتمتع بمكانة قوية في الأسواق الإقليمية، خاصة في دول الخليج العربي.
الخاتمة: ديناميكية الأسواق الزراعية العالمية للخيار
يعكس ترتيب الدول العشر الأولى المنتجة للخيار مدى أهمية هذا المحصول من الناحيتين الغذائية والاقتصادية، كما يُبرز التفاوت الكبير بين حجم الإنتاج في الدول النامية والمتقدمة، ويؤكد دور التكنولوجيا الزراعية، والدعم الحكومي، والموقع الجغرافي، في تعزيز القدرة الإنتاجية للدول.
يبقى الخيار من المحاصيل التي ستواصل النمو عالميًا، نظرًا لزيادة الطلب على الأغذية الصحية والخضروات الطازجة، وارتفاع استهلاك الأطعمة النباتية، خاصة في ظل التغيرات المناخية وتوجهات الأمن الغذائي العالمي.
المراجع:
-
FAO – Food and Agriculture Organization of the United Nations.
-
World Cucumber Production Statistics, 2023 – Index Mundi & Statista.
